عيش بداخلنا ميكروبات دقيقة جدًا، تسمي بالميكروبيوم، وهذه الميكروبات تستطيع التحكم فى تصرفاتنا، وفى إختيار الطعام الذى يشعرنا بالسعادة، والإبتعاد عن الطعام الذي لا يشعرنا بالسعادة، كما أنها تؤثر على الجسم من حيث السمنة والنحافة، ولها علاقة بالتهاب القولون.
وهناك طفيلي يسمي بطفيل المقوسة الغوندية، أو ب (Toxoplasmosis)، وهذا الطفيل يعيش داخل القطط فقط، وعندما يخرج فى مخرجات القطط تاكله الفئران ، وعندما يخرج هذا الطفيل يكتشف أنه بداخل الفأر.
ولكى يعود هذا الطفيل إلى القطط مرة أخرى، يقوم بتغيير الكيمياء الخاصة بالمخ فى الفأر، ويجعله ينجذب عاطفيًا إلى هذه القطة وكأن هذه القط حبيبته، ولكن عندما يقترب من القطة تقوم بالتهامه على الفور، ويرجع هذا الطفيل إلي جسم القطة مرة أخرى.
وهناك أيضًا ديدان تسمى ب( gordian worm) ، أو ديدان غورديان، وهذه الديدان لا تتكاثر سوى فى الماء، ولكن تعيش دائمًا على الشاطئ، وإذا قام أى صرصار من الخارج بأكلها، وحان وقت تكاثرها يجب أن تعود إلى الماء.
وتعود هذه الديدان إلي الماء مرة أخري عن طريق جعل الصرصار يقفز فى الماء على الرغم من أن الصرصار لا يحب الماء، وبعد ذلك تخرج هذه الدودة لكى تقوم بإكمال دورة حياتها فى الماء بعد أن مات هذا الصرصار.
الميكروبيوم (Microbiom)
يعد الميكروبيوم علم حديث الساعة فى هذا الوقت داخل جسم الإنسان، وخصوصًا فى الجهاز الهضمي، وهناك 400 بليون فيروس أو بكتيريا تعيش داخل الجسم، وكل أنواع الميكروبات الدقيقة تعيش فى الجهاز الهضمي.
حيث تقوم هذا البكتيريا بالدخول إلى الجسم، أثناء الولادة، وذلك عن طريق مجرى الولادة الخاص بالأم، حيث يقوم الطفل بابتلاعه، وبعد ذلك تدخل هذه الكائنات إلى الجهاز الهضمى و تظل به، وتبدأ بالتكاثر إلى أن تصل إلى بلايين، وبعد ذلك تقوم بعمل بيئة تسمى بالميكروبيوم.
كما أن الميكروبيوم تقوم بالتحكم فى الجسم مثل العقل تمامًا، وعلى حسب الحالة المزاجية للميكروبيوم تكون هذه حالتك، سواء كنت فى حالة اكتئاب أو فى حالة الشعور بالسعادة.
مصدر الشعور بالسعادة
يتم إفراز هرمون (serotonin)، أو هرمون السعادة، بنسبة 10% من من المخ، و 90% من الأمعاء وبواسطة الميكروبيوم، وهناك نوعان من هذه الميكروبات داخل الجسم، النوع الأول يحب الطعام الصحى.
أما النوع الثاني يحب الأطعمة المحمرة، والوجبات السريعة، والأطعمة التى تحتوى علي السكريات، ويتكاثر كل نوع منهم على حسب الطعام الداخل اليهم من الخارج.
ولذلك فإن تم تناول الطعام الصحى يتكاثر النوع الذي يحب الطعام الصحي، وإن تم تناول الطعام غير صحي تتكاثر الميكروبات التى تحبه، وإن تم منع الطعام الذي يحبه نوع معين من هذه الميكروبات أكثر من الطعام الأخر، يدخل الشخص في حالة اكتئاب.
كما أن هرمون السعادة ينخفض لدي هذا الشخص، وذلك لأن اللذة لم تعد موجودة، ولكن إن تم تناول الطعام المفضل لدى أى ميكروب تعود اللذة مرة أخرى.
وظائف الميكروبيوم
عندما أتت معنا الميكروبيوم من الأم فى بداية حياتنا، قاموا بتعليم الجهاز المناعى وتعريفه على الميكروبات، والمضادات الحيوية، وتعريفه علي الأجسام الغريبة التي من المفترض أن يقوم بقتلها، لأن الميكروبيوم أو هذه البيئة لديها عقل، ولذلك هى سبب أساسى فى المناعة.
كما أن الأطفال الذين يولدون ولادة قيصرية لا يقومون بالمرور من مجرى الأمومة بل يقومون بالمرور من البطن، وبالتالي لا يأخذون الميكروبيوم، ولكن إذا أرادوا أن يأخذوا الميكروبيوم يجب عليهم المرور من مجرى الأمومة أو الولادة الطبيعية.
لأن هذا يجعل المناعة ضعيفة طوال العمر، كما أن الطفل الذي لا يرضع رضاعة طبيعية تكون مناعته ضعيفة، لأن الميكروبيوم يأتى من حليب الأم، والخلاصة أن الميكروبيوم هى من تتحكم فى الطعام الذى يدخل إلى الجسم، وهى من تؤثر على المناعة، وعلي السمنة والنحافة أيضًا.
وذلك لأن الميكروبيوم هو الذي يجعل الطعام يدخل إلى الأمعاء ويصل إلى الدم، أو يقوم بمنع ذلك، ولذلك فإن أحدث الصيحات فى الرجيم أنه لا يوجد إثنين من الميكروبيوم يشبه بعضهم الأخر.
كما أنهم قاموا بأخذ عينة من الأمعاء لكي يقوموا باكتشاف أو بمعرفة أن الميكروبيوم ماذا يفضل من الطعام وماذا لا يفضل، أو ما الذى ينفع أو لا ينفع معه.
كما أن هناك بعض الأشخاص يتناولون الأرز فيقوم الميكروبيوم بإدخاله بالكامل فيزيد الوزن لديهم، وهناك بعض الأشخاص يتناولون الأرز ولكن لا يقوم الميكروبيوم بإدخال أى منه نهائيًا، وبالتالى لا يزيد وزن هؤلاء الأشخاص مهما قاموا بتناول الطعام، وذلك لأن الميكروبيوم الخاص بهم تفضل طعام معين عن طعام أخر.
العلاج بالفضلات (Fecal Transplant)
تُعد هذه الصيحة من أحدث الصيحات فى أمريكا، حيث يقوموا بأخذ مخرجات شخص معين، وبعد ذلك ويقوموا بحقنها في شخص أخر، حيث قامت هذه الصيحة بعلاج 90% من حالات التهاب القولون، والالتهاب المزمن، والحساسية تجاه طعام معين مثل حساسية الجلوتين، وتقوم أيضًا بعلاج أحد الحالات العصبية.
كما أن هذه الصيحة تقوم بنقل بيئة ميكروبيوم لأنهم يقوموا بنقل من شخص صحيح الميكروبيوم لديه جيدة وصحية، إلى شخص الميكروبيوم لديه ضعيفة وهذه أحدث الصيحات.
ولكن اكتشفوا شي غريب جدًا، أنه إذا كان شخص لديه التهاب قولون، أو إسهال مزمن، يقوموا باعطائه الميكروبيوم الخاص بالشخص السليم أو الصحيح، لكي يتم علاج الإسهال.
وفى خلال 3 أو 4 أشهر يزيد فى الوزن إن كان الشخص الذى تم أخذ منه الميكروبيوم زائد فى الوزن، وإن كان نحيف فإن الشخص الذى تم حقن الميكروبيوم به ينزل فى الوزن أيضًا، كما أن الميكروبيوم تؤثر على الحالة النفسية أيضًا.
العناية بالميكروبيوم
تعمل الرضاعة، والولادة الطبيعية علي زيادة الميكروبيوم، وهذه البداية والبذور، وفى حين أنك لم تولد ولادة طبيعية أو أنك لم ترضع رضاعة طبيعية يجب عليك أخذ البروبيوتك (Probiotic Gummies).
وتكون على هيئة أقراص حيث يتم أخذ قرص واحد كل يوم، لمدة اسبوع واحد علي مدار شهر أو شهرين، وذلك لكى تقوم بتحسين المزاج، وضبط المناعة، كما أن أي مضاد حيوي سواء كان للكبار أو الأطفال الصغار يجب أخذ أقراص البروبيوتك.
وذلك لأن المضاد الحيوى واسع المجال ويقوم بقتل البكتيريا بجميع أنواعها، سواء كانت نافعة أو غير نافعة، مما يؤدى إلى زيادة الوزن وحدوث مشاكل في الأعصاب، وعدم الشعور بالسعادة، وحدوث انتفاخات فى القولون، نتيجة أخذ المضاد الحيوي.
ويوجد الميكروبيوم في الطعام المخمر، مثل الحليب الرايب، والزبادي، ولكن يجب أن تكون نسبة السكر في الحليب قليلة جدًا، وبالنسبة للزبادي يحب أن تكون من الماعز أو الخراف، أو من البقر، ولكن يجب أن تكون من مزرعة لا توجد بها أى هرمونات، وهذه هي الأطعمة التي تستطيع أن تقوم بإحضار ميكروبيوم من الخارج وتقوم بوضعه داخل الجسم.
كما أن الميكروبيوم الذي يوجد فى الجسم يحب أى طعام يحتوى على الألياف الغذائية، مثل اللوز، والشوفان، والكيوي، والتفاح، وجميع الخضروات، والفواكه.
ولكن يجب تناول هذه الأطعمة بالقشرة الخارجية التى يحتوى عليها أي نوع من هذه الأطعمة، لأن جميع الألياف الغذائية توجد فى القشرة الخارجية، كما أن التوت، والفراولة تحتوى علي الألياف الغذائية أيضًا.
كما أنه يجب المداومة علي هذه الألياف الغذائية، عند عدم المقدرة علي أخذ أقراص البروبيوتك، لأن هذه الأطعمة عند دخولها إلى المعدة تجعل الميكروبيوم يتكاثر، ويقوم بعمل بيئة صحية، وسليمة داخل الجسم.
مرض القطط
تدخل ال (Toxoplasmos)، أو المقوسة الغوندية، جسم الإنسان عن طريق الحشرات التى تنتقل ما بين مخرجات القطط والطعام التي يأكله الإنسان، وبالتالي يصاب الشخص
ال (Toxoplasmosis).
وعندما تدخل إلى الجسيم تجعل الشخص يصاب بالانفصام في الشخصية، والموت فى حوادث سيارات، لأنها عندما تتمكن من الجسم وتريد الخروج منه تجعل السائق يتسبب فى حادث.
كما أنها تتسبب في انتحار الأشخاص المصابين بها، حيث أنهم وجدوا أن أكثر من %50 من الأشخاص الذين قاموا بالانتحار، والذين ماتوا فى حوادث السيارات، والأشخاص الذين لديهم اكتئاب مزمن، وجدوا أن هؤلاء الأشخاص كانوا مصابين بال (Toxoplasmosis).
وهذا ما يحدث مع الميكروبيوم أيضًا في الجسم، لأنه هو الذي يقوم بقيادتك أيضًا، وجعلك تتناول طعام معين دون الأخر، أو يقوم بتخريب الهضم.
الملاريا
تعيش الملاريا داخل الناموس، ولكن تحب البشر، وتريد أن تصل إلي أكثر عدد من البشر، لأنها تحب أن تعيش داخل الجسم البشرى، ولكي تصل إلى جسم الإنسان تجعل هرمونات الشعور بالشبع داخل الناموسة تنعدم.
ولذلك تظل الناموسة طوال الوقت تشعر بالجوع، وبالتالي تقوم تتنقل بين البشر لشرب أكثر قدر ممكن الدماء، ولكي تدخل الملاريا إلى أكبر عدد ممكن من البشر، وتقضى عليه.
والخلاصة أنك يجب عليك أن تهتم جيدًا بالميكروبيوم لأنه مهم جدًا في الحالات النفسية، و التهاب القولون المزمن، كما أن السكريات تعمل علي زيادة الميكروبيوب الغير صحى.
لذا يجب تناول الطعام الصحي، لكى لا يتكاثر هذا الميكروبيوم الغير صحي، والاهتمام بالميكروبيوم الصحي لزيادة المناعة، وتحسين المزاج، وتحسين الهضم.
أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ